في واقعة نادرة حيّرت الأطباء، يعاني الشاب البريطاني أوليفر ألفيس من حرمان شبه كامل من النوم استمر لما يقارب العامين، في حالة وصفها خبراء الأعصاب بأنها “لغز طبي مرعب”.

كان ألفيس، الذي عمل سابقًا سائق قطار وحصل على رخصة طيران، يعيش حياة طبيعية قبل أن تنقلب رأسًا على عقب بسبب اليقظة المستمرة. فقد صحته، منزله، عمله، وحتى شريكته، بعدما تحول الحرمان من النوم إلى عذاب يومي دمّر حياته.

يقول ألفيس: “لم يعد الأمر مجرد نوم سيئ، بل حرمان كامل.. أشعر أن روحي تنهار، فقدت كل ما أملك، ولم أعد الشخص الذي كنت عليه”. وأضاف أنه خضع لكل أنواع المهدئات والتخدير الطبي دون أن يتمكن من الدخول في نوم عميق أو حتى فقدان الوعي.

أعراض مرعبة

خلال عامين من الأرق القاتل، وصف ألفيس معاناته قائلًا:

  • شعور دائم بالاحتراق الداخلي وضغط رهيب في الرأس.
  • آلام في العظام والمفاصل والعضلات.
  • ضعف في البصر وصعوبة في المشي باستقامة.
  • اضطرابات في الهضم وانعدام أي شعور بالراحة أو المتعة.

تفسيرات طبية متباينة

البروفيسور غاي ليشزينر، استشاري طب الأعصاب، أوضح أن “الأرق التام قاتل”، مستشهدًا بتجارب على الحيوانات التي تموت بعد أسابيع قليلة من الحرمان من النوم. وأضاف أن ما يعانيه أوليفر قد يندرج تحت ما يسمى بـ الأرق المتناقض (Paradoxical Insomnia)، حيث يعتقد المريض أنه لا ينام مطلقًا، رغم أن أجهزة تتبع النوم تكشف عن فترات قصيرة أو سطحية.

لكن ألفيس يرفض هذا التفسير: “الأمر ليس في رأسي. حتى تحت تأثير أقوى المهدئات وتحت مراقبة تخطيط الدماغ، لم يظهر أي نشاط يشير إلى نوم حقيقي”.

أمل في البحث العلمي

بعد محاولاته اليائسة للعلاج في عيادات بألمانيا وسويسرا والبرتغال، بدأ فريق من علماء الأعصاب في جامعة ستانفورد دراسة حالته عن بُعد، معتبرين أنها قد تكون مفتاحًا لفهم جديد لآلية النوم في الدماغ.

أحد الباحثين قال: “إذا استطعنا تحليل حالته عن قرب، قد نكتشف طريقة جديدة للتحكم في النوم، وربما نفتح بابًا لحلول غير مسبوقة لعلاج الأرق”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *